التسويق والتجارة الالكترونية أنواع ومجالات العمل بالتجارة الالكترونية E-commerce التجارة الالكترونية مصطلح وتقنية باتا يدرّان مليارات من الدولارات سنويا في الولايات المتحدة وأوروبا. بالنسبة للتجار وأصحاب الأعمال فالتجارة الالكترونية تعني أن سوق التاجر أضحت العالم أجمع! ولم تعد مقتصرة على شارع أو حي أو بلد! لكن هذا لا يعني أن كل من دخل في هذا المجال سيحقق الملايين. بين العامي 2000 و 2001 عدد كبير جدا من الشركات التي يسمونها “dotcom companies” خسرت وفشلت فشلاً ذريعاً في المحافظة على مراكزها وخرجت من السوق ما بين ليلةٍ وضحاها! ما السبب يا ترى؟
يعزوا خبراء الـ e-commerce هذا السقوط بشكل أساسي إلى عدم الاستيعاب الكامل لتلك الشركات ما هو توضّعهم في عالم التجارة الالكترونية؟ ما هو مركزهم بالضبط وما هي وسيلتهم لتحقيق الربح؟ بعبارة أكثر حرفية نقول ما هو الـ E-commerce Business Model الذي تجد هذه الشركة أو تلك نفسها فيه؟ بعبارات أوضح نقول أن كثيراً من الشركات تظن بأن مجرد وجود موقع تجاري لها على الويب هو أمرٌ مربح بحد ذاته وبالتالي فعليهم استثماره في جميع الاتجاهات الممكنة فيضعون خطةً تتضمن بيع المنتجات عبرَ الموقع, وربما فتح مجال للأفراد ببيع ممتلكاتهم عن طريق المزاد auction ولا بأس في بيع بعض المساحات الاعلانية وربما بيع الاشتراكات متعددة المستويات فكلما دفعت للاشتراك في شريحة أعلى كلما أتاح لك ذلك ميزات أكثر أهمية في الموقع!
باختصار شديد فإن كل ميزة من الميزات أعلاه هي عبارة عن مجال أو business model مستقل عن الآخر ومن الخطأ -كل الخطأ- حشر جميع تلك الأمور في موقع واحد. إن بناءك لموقع تجارة الكترونية لا يعني أن يضم الموقع جميع صنوف المتاجرة الالكترونية! هذه الصنوف هي ما يُطلق عليه الـ business model. عليك أن تعرف بشكل واضح ومحدد ما هو ال، model الخاص بك وبعد هذا تستطيع الانطلاق والتخطيط والعمل.
إن موضوع هذه المقالة هو تعداد أشهر وأهم مجالات العمل في التجارة الالكترونية e-commerce business models مع الأمثلة والشرح المختصر عن كل مجال من المجالات.
لكن قبل البدىء لابد من التوضيح باختصار حول الفرق بين المصطلح E-business والمصطلح E-commerce فالكثير من الناس يخلط بينهما بحيث يعتقد أنهما نفس المصطلح والسبب في ذلك عدم وجود ترجمة عربية واضحة وجيدة لمصطلحين فيتم استخدام المصطلح (التجارة الالكترونية) للدلالة على كلا الأمرين.
قد يحتاج الحديث عن الفرق بينهما إلى مقالة منفصلة لكننا وبشكل سريع نقول بأن الـ E-business (ويمكن ترجمتها بالاعمال الالكترونية والبعض يترجمها التجارة الالكترونية) هو مصطلح واسع يشمل أي عمليه أو تقنية تتعلق بممارسة التجارة عبر الانترنت أما الـ E-commerce فهو فقط عملية البيع والشراء عبر الانترنت سواء كان بيع البضائع (كتب, قطع كمبيوتر .. الخ) أو بيع الخدمات (اشتراك في مجلة, حجز استضافة موقع, .. الخ).
لتقريب الفرق أكثر نقول أنك عندما تدخل محلا لبيع الأحذية وتبتاع حذاءاً أو عندما تدخل موقعاً لبيع الاحذية على الشبكة وتستخدم بطاقتك الائتمانية لشراء الحذاء عن طريق الموقع هذه الأخيرة هي الـ E-commerce بالضبط أي أننا نقلنا عملية البيع والشراء التقليدية من عالم الواقع إلى العالم الافتراضي لا أكثر ولا أقل. أما الـ E-business فهو عملية أوسع من ذلك بكثير, في الواقع إن الـ E-commerce هو جزء صغير من الـ E-business. إن الـ E-business هو الطريقة التي يدير بها متجر الأحذية الافتراضي هذا الكترونيا تجارته بدءا من تصنيع الحذاء وحتى وصوله إلى المستهلك, على سبيل المثال قد يكون المتجر الالكتروني مربوط الكترونيا بالمعمل, كلما قام المعمل بتصنيع كمية معينة من موديل معين قام وعن طريق الكمبيوتر بإضافة الكمية الجديدة فينتقل ذلك الرقم الجديد لكمية البضاعة بطريقة معينة ليظهر آليا لدى الزبون زائر الموقع فيرى أن عدد القطع المتوفرة من هذا الموديل هو كذا, أو أنه لم تعد تتوفر هنالك اي قطع من هذا الموديل out of stock. وعندما اشترى الزبون القطعة ستتم معالجة عملية الشراء ونقل الأموال من حساب الزبون إلى حساب التاجر دون أي تدخل بشري وسيتم إبلاغ الموظف المسؤول في المتجر الكترونيا بالطلب كي يقوم بإرسال البضاعة المطلوبة عن طريق شركة الشحن.
هذه الدائرة المتكاملة هي مثال مصغر وبسيط جدا عن معنى الـ E-business
أميل إلى ترجمة الـ E-commerce بالتجارة الالكترونية والـ E-business بالأعمال الالكترونية لكن الكثير من الناس يستخدمون مصطلح التجارة الالكترونية للحديث عن المصطلحين ولا أدري متى سنجد جهة عربية تهتم بتوحيد وشرح تلك المصطلحات.
أما عن ضروب و أساليب التجارة الالكترونية فهي كالتالي:
– أسلوب التاجر The Merchant Model: وهو نقل عملية البيع بالتجزئة التقليدية كي تصبح عملية بيع الكترونية. قد يكون التاجر عبارة عن شركة الكترونية بشكل كامل ليس لها متاجر حقيقية على أرض الواقع, أي أنها لا تبيع إلا عن طريق موقعها مثل شركة أمازون amazon.com وقد يكون للتاجر أرضية صلبة في مجال التجارة التقليدية كالعديد من الشركات التي تستخدم كلا الخطين للبيع, الخط التقليدي والخط الالكتروني مثل شركة Sony التي تستطيع شراء منتجاتها أيضا عن طريق الموقع sonystyle.com.
هذا الأسلوب لا يشمل البضائع الملموسة tangible فقط بل قد يشمل الخدمات والبضائع الغير ملموسة intangible كالمواقع التي تبيع البرامج أو الأغاني بحيث تسمح لك بتحميل download الأغنية أو البرنامج بعد أن تدفع ثمنه.
– أسلوب الوساطة The brokerage model: في هذا الأسلوب من مواقع التجارة الالكترونية يتلخص دور التاجر هنا بالجمع ما بين الراغبين بالبيع والراغبين بالشراء مقابل الحصول على عمولة عن كل عملية بيع وشراء. من أشهر الأمثلة على مثل تلك الشركات هي الشركة الغنية عن التعريف ebay التي تتيح لأي شخصٍ كان يملك شيئاً يريد بيعه بطرحه على الموقع وعرضه للبيع لمن يرغب في شرائه إما عن طريق المزاد (وهو ما اشتهرت به ebay) أو عن طريق تحديد سعر ثابت للمنتج.
هذا النوع من التجارة يُعرف بـ C2C أو Consumer-to-Consumer أي مستهلك إلى مستهلك.
– أسلوب بيع الاشتراكات The subscription model: في هذا الأسلوب يقوم التاجر ببيع الاشتراكات, فعلى سبيل المثال إذا أردت أن تقوم بقرائة مجلة وول ستريت Wall Street Journal رقمياً من موقعهم فهذا غير متاح مجانا, عليك أن تدفع مبلغاً معينا لقاء الاشتراك بالنسخة الرقمية للمجلة. كثير من المواقع خاصة تلك التي تقدم محتويات علمية دسمة لا تستطيع تصفح محتوياتها إلا لقاء اشتراك معين.
– الأسلوب الإعلاني The advertising model: وهو أسلوب شبيه جدا بما تفعله محطات التلفزيون أو الراديو لتحقيق الأرباح, تقدم تلك المحطات البرامج والمسلسلات بهدف جذب المشاهدين وتحقق الربح عن طريق عرض الاعلانات وكلما ازداد عدد مشاهدي المحطة كلما ارتفع ثمن الإعلان فيها.
هذا بالضبط ما تفعله محركات البحث مثل غوغل google أو ياهو !Yahoo فغوغل يقدم خدمة بحث والعديد من الخدمات المتطورة الأخرى مجانا وياهو أيضا يقدم خدمة البحث ودليل المواقع والأخبار وخدمات غنية أخرى بالمجان وبالمقابل يدفع المعلنون من أجل عرض إعلاناتهم في تلك المواقع خاصة إن كانت من مستوى غوغل أو ياهو اللذان يحققان ملايين الزيارات يوميا وهو رقم يسيل له لعاب أي شركة ففي الواقع لا يوجد أي محطة تلفزيون تحقق عدد مشاهدين يوازي عدد الزوار لمواقع من مستوى غوغل أو ياهو أو msn.
– الأسلوب المختلط The mixed model: الشركات التي تعتمد هذا الأسلوب تحقق الربح عن طريق كلٍّ من الاعلانات و الاشتراكات مثل شركات تزويد خدمة الانترنت التي تجني الارباح من الرسوم التي يدفعها الزبائن للاشتراك بخدمة الانترنت وكذلك عن طريق تأجير مساحات من موقعها للمعلنين.
– أسلوب وساطة المعلومات The infomediary model: تقوم هذه الشركات بجمع المعلومات عن المستهلكين وعن الشركات ثم تقوم ببيع هذه المعلومات للجهات المهتمة لاستخدامها لأغراض تسويقية. على سبيل المثال يوجد مزود خدمة انترنت وهو Netzero.com يقوم بتقديم الانترنت مجانا لمشتركيه شريطة أن يقوم بجمع المعلومات عن المواقع التي يزورونها وعن البضائع التي يشترونها ثم في ما بعد يقومون ببيع هذه المعلومات للشركات المهتمة لمساعدتها في معرفة كيفية توجيه خطتها التسويقية, فيرى المشترك الذي كان يتردد باستمرار على مواقع بيع الأدوات الرياضية على سبيل المثال بأنه بات يتلقى إعلانات بالبريد العادي والالكتروني جاءته من شركات بيع المعدات الرياضية.
هذه هي باختصار أهم وأشهر مجالات التجارة الالكترونية. بالنسبة لمواقع التجارة الالكترونية السورية فهي تبدأ بداية خجولة وجزء كبير منها يفشل أيضا, أكرر نفس النصيحة للجميع … حدد واعرف أين يجب أن يتوضع موقعك من ضمن الأساليب المتعددة لخوض غمار تلك التجارة.
رد الناس على هذا المقال.
التعليقات